الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
تنبيه حول بيت : اذا الشعب يوما اراد الحياة
ان من الامور التي للمسلم ان لا يغفل عنها هو اعتناؤه بحفظ لسانه وصونه والحرص على الا يكتب عليه الملك الموكل به كلاما لا يليق التلفظ به,زخاصة اذا كان يتعلق بمسائل الايمان والتوحيد قال الله تعالى:{ مَايَلفظـ مِن قولٍ الا لديهِ رقِيبُ عِتيد } [ 18سورة ق ]
وان مما كثر سماعه وترديده عبر وسائل الاعلام المختلفة بيتنا من الشعر للشاعر التونسي ابي القاسم الشابي يقول فيه : اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ففي هذا البيت التصريح بان ارادة الشعب لا تتخلف ولابد ان تقع,وان القدر تابع ومستجيب لها. وهدذا غلط فاحش وقول شنيع,يضاد عقيادة الايمان بالقدر,لان الله جلا ذكره لا يوجب عليه احدا من خلقه شيئا,فالعباد والشعوب وحياتهم من جملة مخلوقاته,وجميع ماخلق الله يسير وفق قضائه وقدره,وكل مايريده العباد ويشاؤونه تابع لارادته تعالى ومشئته,فماشاء الله كان ومالم يشاء لم يكن,ولامانع لما اعطى,ولا معطي لما منع,ولا راد لاقضائه ولا معقب لحكمه,قال صلى الله عليه وسلم: {انه يفعل مايشاء لامكره له} متفق عليه.
فما من شيء في هذا الوجود الا يقع بعلم الله تعالى,والقدر على اربع مراتب: علم الله تعالى السابق ثم كتابته له,ثم,مشئته له,ثم خلقه له.
وقال صلى الله عليه وسلم :{ كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة } رواه مسلم
فنقول كذب الشاعر فيما قال وبئس ماقال: اذ ان فحوى البيت ومعناه كفر وضلال, وعلى المسلم الا ينساق وراء هذه الكلمات الرنانةوالعبارات المزخرفة,فقديما قيل: [ان اعذب الشعر اكذبه]وعليه ان يتحرى الجادة والصواب في كل مايقول وينشر,وان لايروج مثل هذا البيت,وان ينبه على مافيه من خدش كبير لعقيدة الايمان بالقدر.
والحمدلله رب العالمين