الطريق الى باب الريان {1}

الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه’ واشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليم كثيرا.
الطريق الى باب الريان {1}
قال صلى الله عليه وسلم :{ من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه }
متفق عليه
قال ابن عثيمين رحمه الله: يعني ايمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه واحتسابا لثوابه واجره لم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه واجره,فان الله يغفر له ماتقدم من ذنبه .
وشئل الشيخ ابن عثيمين ــ رحمه الله ــ هل هناك دعاء ماثور عن النبي صلى الله وسلم عند وقت الافطار موطن اجابة للدعاء,لانه في اخر العبادة,ولان النسيان اشد مايكون غالبا من ضعف النفس عند افطاره,وكلما كان الانسان اضعف نفسا,وارق قلبا كان اقرب الى الانابة والاخبات الى الله عزوجل . والدعاء الماثور قول النبي صلى الله عليه وسلم:{ ذهب الظما وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله } اخرجه ابوداود والبيهقي والدارقطني وحسنه الالباني . فاذاء دعوت بذلك او بغيره عند الافطار فانه موطن اجابة . واما اجابت المؤذن وانت تفطر فانها مشروعة .
قال صلى الله عليه وسلم: { منفطر صائما,كان له مثل اجره غير انه لاينقص من اجر الصائم شيء } رواه الترميذي
قال ابن عثيمين رحمه الله : المراد من فطره على ادنى مايفطر به الصائم,ولو بتمرة واحدة فان له مثل اجره,ولهذا ينبغي للانسان ان يحرص على افطار الصائمين بقدر المستطاع,لا سيما مع حاجة الصائمين وفقرهم,او حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم, وماشابه ذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه } متفق عليه
قيام رمضان شامل للصلاة في اول الليل واخره,وعلى هذا فالتراويح من قيام رمضان,فينبغي الحرص عليها والاعتناء بها واحتساب الاجر والثواب من الله عليها . وماهي الا ليالي معدودة ينتهزها المؤمن العاقل قبل فواتها ولا ينبغي للرجل ان ينصرف حتى ينتهي الامام منها ومن الوتر ليحصل له قيام اجر الليل كله . ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد اذا امنت الفتنة منهن وبهن,لكن يجب ان تاتي متسترة متحجبة غير متبرجة ولا متطيبة ولا رافعة صوتا ولا مبدية زينة .
بشرى للمتسحرين :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ تسحروا فاءن في السحور بركة } متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم:{السحور كله بركة فلا تدعوه ولو ان يجرع احدكم جرعة ماء فاءن الله وملائكته يصلون على المتسحرين } رواه احمد وقال المنذري: اسناده قوي. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : وينبغي للمتسحر ان ينوي بسحوره امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم,والاقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة,وان ينوي به التقوى على الصيام ليكون له به اجر,والسنة تاخير السحور مالم يخشى طلوع الفجر لانه فعل النبي صلى الله عليه وسلم وتاخير السحور ارفق بالصائم واسلم من النوم عن صلاة الفجر .
السلف والقران : كان جبريل يدرس النبي صلى الله عليه وسلم القران في رمضان,وكان بعض السلف يختم القران في قيام رمضان في كل ثلاث ليالي,وبعضهم في كل سبع,وبعضهم في كل عشر,فكانوا يقراون القران في الصلاة وغيرها فكان الشافعي رحمه الله في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة,وكان قتادة رحمه الله يختم في كل سبع دائما,وفي رمضن في كل ثلاث,وفي العشر الاواخر في كل ليلة,وكان سفيان الثوري رحمه الله اذا دخل شهر رمضان ترك جميع العبادة واقبل قراة القران. قال ابن رجب: وانما ورد النهي عن قراة القران في اقل من ثلاث ليالي على المداومة على ذلك,فاما الاوقات المفضلة,كشهر رمضان,خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر,او في الاماكن المفضلة كمكة,لمن دخلها من غير اهله فيستحب الاكثارفيها من تلاوت القران اغتناما للزمان والمكان,وهذا قول احمد واسحاق وغيرهما من الائمة.

فرصة العمر : عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها قالت :{ كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله } متفق عليه. وعنها ام المؤمنين قالت :{ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر مالا يجتهد في غيره } صحيح مسلم. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد فيها اكثر مما يجتهد في غيرما وهذا شامل للاجتهاد في جميع انواع العبادة من صلاة وقران وذكر وصدقة وغيرها,ويشد مئزره يعني يعتزل نساءه ليتفرغ للصلاة والذكر. وكان يوقظ اهله فيها للصلاة والذكر حرصا على اغتنام هذه الليالي المباركة بما هي جديرة به من العبادة فاءنها فرصة العمر وغنيمة لمن وفقه الله عزوجل . نصيحة غالية : الا فاقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم فاءنه هو الاسوة والقدوة,وجدوا واجتهدوا في عبادة ربكم,ولا تضيعوا ساعات هذه الايام والليالي,فاءن المرء لا يدري لعله لا يذكرها مرة اخرى باختطاف هادم اللذات ومفرق الجماعات فحينئذ يندم حيث لا ينفع الندم .
والحمدلله رب العالمين