الحمد لله، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
في غزوة بدر وقف النبي صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف استعدادا للقتال,فمر بسواد بن غزية الأنصاري,وهو متقدم وبارز عن الصف,فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم بالقدح,وقال استو يا سواد.
فقال: يا رسول الله أوجعتني,وقد بعثك بالحق والعدل فأقدني[ أقتص منك].فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ثم قال: اقتص.
فاعتنق سواد النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يقبل بطنه.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا يا سواد. قال وقد تهلل وجهه اشراقا بحب المصطفى صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله حضر ما ترى[أي من القتال والحرب] فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك.
فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين".رواه البخاري.
وفي غزوة أحد ارتفع في سماء المعركة صوت يقول: لقد مات محمد صلى الله عليه وسلم,وسرى الخبر حتى بلغ المدينة,فكثرت الصوارخ في ناحية المدينة,وخرجت امرأة من الأنصار قُتل أبوها وزوجها وأخوها وابنها في المعركة,فلما مرت بجثثهم قالت: من هذا؟ فقيل لها: هذا أبوك,وهذا أخوك,وهذا زوجك,وهذا ابنك.
فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا بخير امامك.
فاندفعت في شوق حتى بلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت أمي يا رسول الله,لا أبالي اذ سلمت من عطب[هلك او موت].
فمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مقدمة على حب الأبوين وحب الولد وحب الزوجة وحب المال وحب الأهل والعشيرة,,بل هي مقدمة على حب الانسان لنفسه.
وعن انس رضي الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلق له,وقد أطاف به أصحابه فما أصحابه يريدون أن تقع شعرة الا في يد رجل". رواه مسلم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين". رواه البخاري.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.