انجازات الطب (بحث علمى)

*
أهم انجازات الطبية لهذا العصر

مع انتهاء عام ،2009 أي الإنجازات الطبية المهمة هي التي أحدثت بالتحديد فرقاً في المستوى
الصحي عند الناس؟للإجابة عن هذا السؤال، يقدم التحقيق التالي إجابات عدد من الاخصائيين
عن أكبر الإنجازات التي تحققت في مجال كل اختصاص منهم في العام المنصرم، وعن المثير
في الإنجازات التي ينتظر أن ترى النور عام2010 الجاري .

<b>


جراح الأوعية الدموية

يقول الدكتور إيدي تشالونير، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الوشام الذي يقع في
جنوب شرق لندن ان الإنجاز الكبير الذي تم في حياتي العملية خلال عام 2009 الماضي كان
إطلاق ألياف ليزرية جديدة تدعى “نيفر تاتش فيناكير” (NeverTouch VenaCure laser
fibre) لمعالجة توسع الأوردة . والنتائج الأولية تشير إلى تضاؤل كبير في حدة الألم الذي يشعر
به المريض بعد العملية الجراحية مقارنة بالنوع القديم من هذه الألياف الليزرية .

وقال “أتطلع في عام 2010 الجاري إلى ابتكار برنامج صحي قادر على اكتشاف حالات تمدد
الأوعية الدموية”، ذلك أن كشف تمدد الأوعية الدموية ومعالجتها في مراحله المبكرة سيمكننا من
الحيلولة دون حدوث تمزقات، وتقليل معدل الوفيات الناجمة عن هذا المرض، عملا بمدأ الوقاية خير
من قنطار علاج، والتنظير الشعاعي هو المفتاح الرئيسي لذلك .

خبير الأمعاء

يقول الدكتور باول هارلستون، وهو خبير استشاري في الأمعاء يعمل في مستشفى هالامشير
الملكي في مدينة شيفيلد البريطانية “من غير سؤال، فإن أفضل إنجاز طبي تم تحقيقه خلال
العام الماضي هو التنظير الجراحي للقولون والمستقيم (colorectal screening
programme) للكشف عن سرطان الامعاء في مرحلة مبكرة، وخاصة عند الذين لا تظهر
عندهم الاعراض، الأمر الذي يجعل علاجهم أكثر فعالية”، مضيفاً “ان الكشف عن سرطان
الامعاء يمكن ان يؤدي ايضا للكشف عن الأورام الحميدة” .
ويضيف “صحيح أن الأورام الحميدة لا تعد أمراضاً سرطانية، لكنها قد تتطور مع مرور الوقت
لتصبح أوراماً سرطانية، فضلاً عن أنه امكانية استئصالها بسهولة يقلل من مخاطر تطور سرطان الأمعاء” .
وتابع قائلاً “من بين التقنيات الجديدة التي رأيناها العام الماضي، فأنا متحمس لنظام المنظار التصويري
ضيق النطاق (narrow band imaging endoscope)، فهذا قد يزيد من دقة التشخيص
الطبي لأنه يظهر الأوعية الدموية في جدار وبطانة الأمعاء بوضوح أكبر، وبالنتيجة فإننا نستطيع اكتشاف
أذيات سرطانية أكثر، وتعزيز اكتشاف الكثير من الآفات السابقة للتسرطن من شأنه أن يحسن معدلات
الكشف المبكر عنها وتأكيد ما إذا كانت العملية الجراحية ضرورية أم لا” .
وقال “إن معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى المصابين بسرطان الأمعاء المتقدم تكون ضعيفة
جداً عندما يخترق الورم جدار الأمعاء، وهناك 50% فقط من المصابين يبقون على قيد الحياة بعد
مرور خمس سنوات، ومع ذلك، فإن الأمر قد يستغرق من ست إلى عشر سنوات حتى تصبح
الأورام متسرطنة، ما يتيح فرصة جيدة تسمح بمعالجتهم، والأمل يحدوني بأن هذه التكنولوجية
الجديدة وبرنامج الكشف المبكر عن السرطان سيكون لهما أثر هائل في القضاء على هذا المرض
الخبيث أو معالجته في وقته على أقل تقدير .


أخصائي سرطان الثدي


يقول الدكتور ليستر بار، الأخصائي في جراحة سرطان الثدي في مركز الوقاية من سرطان الثدي في
مستشفى ويزنشاو في مدينة مانشستر البريطانية ان اخصائيي سرطان الثدي تشجعوا بما تردد عن النتائج
التي تسربت عن استخدام عقار “هيرسبتين” (Herceptin) من قبل المصابات بسرطان الثدي .
فقد وجدت إحدى الدراسات أن المريضات اللواتي يستخدمن عقار “هيرسبتن” مع العلاج الكيميائي
قد قل لديهن خطر تكرار الإصابة بمرض سرطان الثدي أو الوفاة بنسبة 25% بالمقارنة مع المريضات
اللواتي استخدمن عقار “هيرسبتن” بعد العلاج الكيميائي .
وقال “في نهاية العام الماضي، بدأ الأطباء في مركز “جينسز”،الذي يعد المركز الأوروبي الوحيد للوقاية
من سرطان الثدي، تجربة سريرية مثيرة مدهشة، سوف تساعد نتائجها على تحسين برنامج وزارة
الصحة البريطانية للكشف المبكر عن الأورام” .
وأوضح انه في هذه التجربة التي شملت مراقبة حوالي 60 ألف امرأة من اللواتي تم استدعاؤهن لإجراء
التصوير بال”ماموغرام” (بدءا من سن السابعة والأربعين)، وعندما تحضر الواحدة منهن، نقوم بأخذ
عينة من أفواههن من شأنها إظهار إن كن يحملن جينات قد تعرضهن لمعدلات خطر مرتفعة أو
متوسطة أو منخفضة لتطور مرض سرطان الثدي في السنوات العشرين المقبلة من حياتهن .
وهذه العملية لاحقاً ستضعنا في صورة ما إذا كن يحتجن لمزيد من المراقبة المتكررة، والتي سيكون
لها تأثير مهم في معدلات علاج سرطان الثدي والشفاء منه .

خبير الصدمات

يرى البروفيسور بيتر غاينودس وهو استاذ جامعي مختص في جراحة العظام والكدمات في مستشفى
جامعة “سان جيمس في لييدس” البريطانية ان الإنجاز الكبير الذي تحقق عام 2009 تمثل في التمهيد
لإجراء عملية توسيع التروية (RIA) (Irrigation Aspiration) التي تساعد على
معالجة كسور عظام الفخذ والساق بشكل آمن .
وأوضح ان العلاج الحالي لتثبيت الكسور يتضمن وضع مسمار داخل العظم، ومن أجل ذلك يجب
تنظيف القناة العظمية بحيث يمكن دفع المسمار إلى داخلها، وعلى أية حال، فإن هذه العملية يمكن
أن تزيد مستوى الضغط في القناة العظمية وتسبب كريات دهنية صغيرة أو انسداداً دهنياً في الأوعية
الدموية ما قد يشكل خطورة كبيرة، في حين تمكننا عملية توسيع التروية من اجتراف الدهون من
داخل العظم والتقليل من خطر انسداد الأوعية الدموية .
وأضاف انه ينتظر بشوق في العام الحالي نتائج تجارب أجريت على عدد من الأدوية التي تساعد على
شفاء الكسور . وهذه الأدوية ستكون على الارجح على شكل حقن تؤخذ لمدة أسبوعين بعد
إجراء العملية الجراحية، ما يساعد المرضى على استرداد إمكانية الحركة بسرعة أكبر .

أخصائي التغذية

يرى الدكتور كيفن ويلان، الأخصائي في التغذية والمحاضر في علوم التغذية في كلية “ كنغ” في لندن ان
الخبر الجدير بالذكر الذي يمكن استخلاصه من الأبحاث كان عبارة عن دراسة تفيد بأن الأغذية العضوية
لا تضيف منافع غذائية لمتناوليها .
ويقول “صحيح أن طعمها قد يكون ألذ، وأنها تتمتع بجودة عالية، وأن تأثير البيئة فيها محدود، لكن الدراسة
أثبتت أن جمهور المستهلكين يجب ألا يظنوا بأنهم يخسرون عناصر مغذية عندما يتناولون الخضار العادية” .
ويضيف “فيما يتعلق بالآفاق المستقبلية، أشعر بالغبطة حيال ما تحقق في مجال ما قبل الحيويات
(prebiotics)، وهي مواد توجد في بعض الخضار والفواكه مثل الكراث والموز، والتي تجعل من البكتيريا
الجيدة الموجودة أصلا داخل أليافها صحية أكثر، والتي تساعد على المحافظة على جهاز المناعة ولها أثر في
الشهية . وقد دونت عددا من الإرشادات المبدئية في دليل صحي لاتباعها لأنها تتمتع بفاعلية أكبر” .

خبير طب الأسنان

ان التقدم المذهل الذي تحقق في مجال طب الاسنان كما يرى الدكتور دامين ولمسلي، الأستاذ الجامعي
في طب الأسنان في جامعة برمنغهام ورئيس نقابة أطباء الأسنان في بريطانيا هو الذي شهدته كلية “كنغ”
في لندن حيث تم تطوير تكنولوجيا تساعد على زرع أسنان بديلة وذلك بالتركيز على الخلايا الجذعية
وتوظيفها في استبدال وتجديد الأسنان (stem cells to regenerate teeth) .
ويقول “حتى الآن، تجعلنا علوم الطب قادرين على تجديد أعضاء كثيرة من الجسم، لكن الأسنان مخادعة،
ولذلك يعد هذا تطوراً بارزاً” .
ويضيف “أن الأسنان قوية وسميكة، وهي مصنوعة من أنسجة كلسية إضافة إلى انها بناء معقد إلى حد كبير .
وزراعة الأسنان موجودة بالفعل، لكن تنمية أسناننا الخاصة سيكون خيارا افضل” .

اخصائي التخدير

بالنسبة للدكتور كيث ميرسون، استشاري التخدير في مستشفى “إيست سسيكس ترست”، تمثل
الاختراع الأبرز في ميدان التخدير الروتيني في ابتكار قناع الحنجرة الهوائي (Laryngeal Mask
Airway (LMA)) ففي العام الماضي جرى تطوير هذا القناع بحيث أصبح أكثر فعالية .
ويوضح الدكتور ميرسون ان هذا القناع هو عبارة عن اداة يتم إدخالها من فم المريض بدلاً من
ادخال انبوب في القصبة الهوائية . ويتم تثبيت هذه الاداة خلف الحنجرة، ما يعني أن المريض لا
يكون مخدرا بشكل عميق وبالتالي فإنه يستطيع الاستيقاظ بسرعة أكبر” .
وقال “انا متفائل جداً حيال المبادرة التي تم إحرازها من قبل الكلية الملكية لأطباء التخدير بالتعاون
مع “ الوكالة الوطنية لسلامة المريض” بغية إدخال ما يعرف بتكنولوجيا قراءة الكود (bar code
reading technology) لفحص العقاقير الصحيحة المستخدمة في غرفة العمليات . وهذا يعمل
دائما بالمبدأ نفسه الذي تعمل بموجبه أنظمة قراءة الأسعار من “الكود” المطبوع على المنتجات في
المحلات ومراكز التسوق، وفي النظام الجديد تظهر اسماء الدواء والكميات التي تحتويها جليا على شاشة
الكومبيوتر في غرفة العمليات، ما يسمح لطبيب التخدير بمعاينة مزدوجة للمخدر الذي يعطيه للمريض،
الأمر الذي يزيد من مستوى سلامته .


جراح العيون

في عيني الدكتور أوليفر باكهاوس الاستشاري في جراحة العيون في مستشفى “يوركشاير للعيون”، فإن
التطور الأكبر الذي شهده ميدان طب العيون في العام المنصرم يكمن في نوع جديد من العدسات
الطبية عرف باسم “لينتس بلس مينز” (Lentis Plus lens)، والذي يعطي العين ولأول مرة
إمكانية انتقال سلسة بين الرؤية القريبة والبعيدة والمتوسطة، كما لو انها متعددة البؤر البصرية .وقال “
ان هذه العدسة التي تزرع عن طريق عملية جراحية هي الوحيدة من نوعها التي تعطي رؤية شاملة” .
وأضاف “ان هذا تقدم رائع ويمكن استخدامه لعلاج حالات مرضية متنوعة بما فيهم أولئك الذين
يعانون من إعتام عدسة العين (cataracts) وبالنظر إلى الأمام، فإن التطور الجاري في مجال الشبكيات
الاصطناعية مهم جداً .
وأوضح “ان هذا هو الجزء الحساس للضوء في العين، ويمكن أن يصاب بحالة متقدمة من التنكس البقعي
أو الأمراض الصبغية لشبكة العين والتي تسبب للمرضى العمى الدائم” .
وختم قائلاً ان الإنجازات السابقة مكنت المرضى الذين فقدوا بصرهم من رؤية الضوء والاشكال، وهذا
بحد ذاته مثل قفزة كبيرة للأمام .